Wednesday, October 11, 2006

وذكريات الطفوله Tom & jery



من منا لا يتذكر الساعتين والثلاث التي جلسناها يومياً في صغرنا أمام شاشة التلفاز مثل المنومين مغناطيسياً؛ لنشاهد هذا القط الرمادي المدعو "توم"، وذلك الفأر بني اللون المدعو "جيري" في مطاردات تعكس طبيعة الصراع بين القوي والضعيف، وبين المحبوب والمكروه، وبين صغير الحجم وضخم الجثة، في مشاهد ومواقف مضحكة، وذات مغزى عميق.. لم ولن ننساها!

توم وجيري.. close look

توم أو القط توماس (الشهير بجاسبر) هو ذلك القط الأزرق الرمادي، المنزلي، المرفه، قليل الحظ، الجحود والمغرور في أحيان، طيب القلب والعطوف في أحيان أخرى، والذي يحاول أن ينال حب من حوله خاصةً أصحاب البيت.. تجده سريع الغضب والانفعال وكثيراً ما يتصرف بغباء، ولكنه كثيراً يتعرض لمضايقات من جيري أو جيرالد (الشهير بجينكس).

جيري.. ذلك الفأر الذكي، الأكثر تواضعاً، وحباً ومساعدة للآخرين، والذي يقوم بنصب الفخاخ والخدع ليضايق توم، وهو يسكن في جحور قريبة دائماً من القط، ورغم أننا لا نميل إلى حب الفئران في الواقع، إلا أن ذلك الكارتون جعلنا ننظر بعين الرأفة والحب إلى ذلك المخلوق صغير الحجم.

وغالباً تنتهي معظم قصص توم وجيري، بانتصار جيري وترك توم في مأزق، أو انتصار توم الذي نادراً ما يحدث، أو تصالح الاثنين وخاصة في قصص أعياد الكريسماس.

والصراع بين الطرفين ليس محسوماً للأقوى، لكن الذكاء وطيبة القلب قد تقلب دفة الصراع، وقد يعتقد كثيرون أن جيري هو الأضعف، ولذا يميلون إلى مساندته وتشجيعه.. في مقابل آخرون يرون أن جيري ذلك الصغير الضعيف هو الذي يجر شكل توم، بل ويستغل قلب القط توم الطيب وسذاجته لصالح مقالبه التي يدبرها ضده، في جدال لم يحسمه أحد حتى الآن!

!أشهر تتر

اعتمدت قصص توم وجيري الكارتونية القصيرة على أشهر السيمفونيات العالمية لمؤلفين مثل فرانز ليتز، جورج بيزيه وغيرهم الكثيرين، ولم تعتمد على الكلام أو الحوار ليظهر الكارتون شبيهاً بالبانتومايم الصامت مكتفياً فقط بالمؤثرات الصوتية والحركة وهو ما حقق ذلك النجاح المذهل للأفلام.

وتبدأ مقدمة ذلك الكارتون بالأسد الذي يزأر وموسيقى سكوت برادلي التي ما إن نسمعها حتى نجري بسرعة لمشاهدة ولو جزء بسيط من كارتون توم وجيري وربما يلتصق بأذهاننا بعض من أسماء فريق العمل التي كتبت بخط كبير وكأنه مرسوم.

ويليام حنا وجوزيف باربيرا هما رسامي الكارتون اللذين قاما بكتابة وإخراج تلك الأعمال الكارتونية القصيرة والتي أنتجتها شركة مترو جولدن ماير، ومدير إنتاجها فريد كويمبي في الفترة من 1940 وحتى 1958.

ثم تولى الإنتاج بعد ذلك تشاك جونز من عام 1963 وحتى 1967 والذي ترك العمل لدى شركة وارنر بروس التي كانت تنتج كارتون (لوني تونز) و (ميري ميلوديز) ليعمل مع ويليام وجوزيف إلى أن قاما بعمل شركة إنتاج منفردة وهي (Hanna-Barbera Productions) التي تولت الإنتاج من عام 1975 وحتى 1993.

وقد رشحت أفلام توم وجيري القصيرة 11 مرة لنيل جائزة الأوسكار لأفضل رسوم متحركة، فازت منها بسبعة.